الاثنين، 31 أكتوبر 2016

تفعيل برنامج رفق وذالك 1438/1/15




تفعيل برنامج رفق 



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
لقد عني الإسلام بكل الجوانب في حياة الإنسان والكون والحياة عقيدة وشريعة وأخلاقًا متناغمة مع بعضها في تنظيم بديع وانسجام كامل قال تعالى: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾ [الأنعام:38]. وقال جل من قائل: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا﴾ [النساء:82].
وقال صلى الله عليه وسلم: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِى إِلاَّ هَالِكٌ وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفاً كَثِيراً فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْداً حَبَشِيًّا عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ حَيْثُمَا انْقِيدَ انْقَادَ».(1)
هذه العناية الربانية الشاملة الكاملة هي الأمل في إنعاش هذه الأمة لتكون كما كانت في ماضيها المجيد ﴿وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾ [إبراهيم:20] ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾ [يوسف:21] ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الأعراف:128].
والجانب الأخلاقي الذي ذكرناه عني به الإسلام كغيره من الجوانب الأخرى، ويأتي الرفق في مقدمتها.
معنى الرفق في اللغة:
يكون لزاما علينا بعد هذه المقدمة أن نعرف الرفق، الرفق في اللغة كما يقول علمائنا: لين الجانب، واللطافة في الفعل، والقصد في السير. ويرادفه: الشفقة والرحمة. ويضاده: الشدة والعنف. عندما نقرأ هذا السطر نجد أن هناك ثلاثة أساليب في تعريف الرفق، الأول ذكر المرادف، وهو اللين. والثاني: ذكر المضاد، وهو الشدة والعنف. ولذلك تجد كثيرًا في لغة العرب عندما يأتون إلى تعريف شيء يقولون: هو ضد كذا، وضد كذا.
معنى الرفق في الاصطلاح:
أما تعريف الرفق في اصطلاح العلماء فإنه لا يخرج عن المعنى اللغوي، ويدل على ذلك الآيات الكريمة التي جاءت في كتاب ربنا، يقول الله عز وجل: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران:159]. ويقول عز وجل: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه:43 – 44].
ونسوق بعض الأحاديث الواردة في الرفق عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي المصدر الثاني كما هو معلوم للجميع، فعن عائشة رضي الله عنها، أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليكم. فقالت عائشة: عليكم السام واللعنة، وغضب الله عليكم. فقال صلى الله عليه وسلم: «يا عائِشةُ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأمْرِ كُلِّهِ» قُلْتُ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ ما قالُوا ؟ قال: «قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ». (2)
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الرِّفْقَ لا يكُونُ فِى شىْءٍ إِلاَّ زانهُ ولا يُنْزَعُ مِنْ شىْءٍ إِلاَّ شانهُ».(3)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له، فحدى الحادي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَيْحَكَ يَا أنْجَشَةُ، رُويْدَكَ سَوْقًا بِالْقوارِيرِ».(4)




















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق